الأحد، 14 يوليو 2013

فضل الصيام ورد في فضل الصوم: فهذه بعض فضائل الصوم

فضل الصيام
الصيام عبادة من أجلِّ العبادات، وقربة من أعظم القربات، وهو دأب الصالحين وشعار المتقين، يزكي النفس ويهذب الخلق، وهو مدرسة التقوى ودار الهدى . 

ورد في فضل الصوم: أنه جُنَّة -أي وقاية وستر- أي من النار، روى جابر رضي الله عنه أن النبي  قال: (الصوم جنة يستجن بها العبد من النار) [أحمد].

ومما ورد في الصوم أيضا أنه:
يكسر ثوران الشهوة ويهذبها، لذلك أرشد عليه الصلاة والسلام الشباب الذين لا يستطيعون الزواج، أن يستعينوا بالصوم ليخفف من شهواتهم،
فعن ابن مسعود رضي الله عنه أن النبي ﷺ قال: (يا معشر الشباب! من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء) [متفق عليه].



وورد أن الصوم سبيل من سبل الجنة وباب من أبوابها،
فعن أبي أمامة رضي الله عنه أنه قال: يا رسول الله، مرني بأمر ينفعني الله به، قال: (عليك بالصوم فإنه لا مثل له) [النسائي]، فبين عليه الصلاة والسلام أنه لا شيء مثل الصوم يقرب العبد من ربه جل وعلا، وأخبر المصطفى ﷺ ، أن في الجنة باباً خاصاً بالصائمين لا يدخل منه غيرهم، فعن سهل بن سعد رضي الله عنه أن النبي ﷺ قال: (إن في الجنة بابا يقال له الريَّان، يدخل منه الصائمون يوم القيامة، لا يدخل منه أحد غيرهم، يقال: أين الصائمون؟ فيقومون، لا يدخل منه أحد غيرهم، فإذا دخلوا أغلق، فلم يدخل منه أحد)[متفق عليه]. 

وورد أيضاً أن الصيام يشفع لصاحبه يوم القيامة،
فعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه أن النبي ﷺ قال: (الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة، يقول الصيام: أي رب منعته الطعام والشهوات بالنهار فشفعني فيه، ويقول القرآن: منعته النوم بالليل فشفعني فيه، قال: فيُشَفَّعان)[أحمد].

والصوم من أعظم أسباب مغفرة الذنوب وتكفير السيئات،
فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي ﷺ قال: (من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه) [الصحيحين]، أي: إيماناً بأن الله فرض الصوم عليه، واحتساباً للأجر والمثوبة منه سبحانه. 

وثواب الصيام مطلق غير مقيد، إذ يعطى الصائم أجره بغير حساب،
فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ : (قال الله تعالى: كل عمل ابن آدم له إلا الصيام، فإنه لي وأنا أجزي به )[الصحيحين]،
وفي رواية لمسلم : (كل عمل ابن آدم يضاعف، الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف، قال الله عز وجل: إلا الصوم، فإنه لي وأنا أجزي به، يدع شهوته وطعامه من أجلي)، فاختص الله الصوم لنفسه من بين سائر الأعمال لشرفه عنده، ولأنه سر بين العبد وبين ربه لا يطلع عليه إلا الله.

والصوم سبب في سعادة الدارين،
فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (للصائم فرحتان: فرحة عند فطره، وفرحة عند لقاء ربه)[متفق عليه]، فعند فطره، يفرح بما أنعم الله عليه من القيام بهذه العبادة وإتمامها، وبما أباح الله له من الطعام والشراب الذي كان ممنوعاً منه حال صيامه، وعند لقاء الله يفرح حين يجد جزاء صومه كاملاً في وقت هو أحوج ما يكون إليه.

ومن الفضائل أن خلوف فم الصائم -وهي الرائحة المنبعثة من فمه نتيجة خلو المعدة من الطعام- أطيب عند الله تعالى من ريح المسك .

فهذه بعض فضائل الصوم، وتلك هي آثارة، وهي في مجموعها موصلة العبد إلى الغاية التي من أجلها شُرِع الصوم، وهي تحصيل التقوى، لينال رضا الله في الدنيا والآخرة.

وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق